للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر التشريع]

طاب اللقا لذ تشريع الشعور لنا ... على النقا فنعمنا في ظلالهم١

هذا النوع، أعني التشريع، سماه ابن أبي الأصبع، التوأم. وأراد بذلك مطابقة التسمية للمسمى، فإن هذا النوع شرطه أن يبني الشاعر بيته على وزنين، من أوزان القريض، وقافيتين، فإذا أسقط، من أجزاء البيت، جزءًا أو جزأين صار ذلك البيت من وزن آخر غير الأول، كقول الحريري:

يا خاطب الدنيا الدنية إنها ... شرك الردى وقرارة الأكدار٢

دار متى ما أضحكت في يومها ... أبكت غدًا تبًّا لها من دار٣

وهي قصيدة كاملة معروفة في مقاماته، من ثاني الكامل، وتنتقل بالإسقاط إلى ثامنه، فتصير:

يا خاطب الدنيا الدنيـ ... ـة إنها شَرَكُ الردى٤

دار متى مى أضحكت ... في يومها أبكت غدا

وزيادة القافيتين ظاهرة ووقع، قبل كلام الحريري، من كلام العرب في هذا الباب:


١ النقا: الرمل.
٢ قرارة: مستقر، الأكدار: جمع كدر وهو الوسخ وكل ما يكدر الصفاء.
٣ تبًّا لها: تعسًا لها وخسرانًا.
٤ في الأصل شركة الردى، وفضلنا استبدالها بشرك لورودها أولًا، ولعدم تغير الوزن علمًا أن شركة يمكن أن تكون من خطأ النساخ، لأن البيت مروي بلفظة شرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>