للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ذكر القسم]

برئت من أدبي والعز من شيمي ... إن لم أبر بنأي عنهم قسمي

القسم أيضًا حكاية حال واقعة، وليس تحته كبير أمر، ولكن تقرر أن الشروع في المعارضة ملزم، وهو أن يقصد الشاعر الحلف على شيء، فيحلف بما يكون له مدحًا وما يكسبه فخرًا وما يكون هجاء لغيره، فمثال الأول، قول مالك بن الأشتر النخعي في معاوية بن هند:

بقيت وفري وانحرفت عن العلا ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس١

إن لم أشن على ابن هند غارة ... لم تخل يومًا من ذهاب نفوس

فقول ابن الأشتر تضمن المدح لنفسه والفخر الزائد والوعيد للغير، ومثله قول أبي على البصير، يعرض بعلي بن الجهم:

أكذبت أحسن ما يظن مؤملي ... وهدمت ما شادته لي أسلافي

وعدت عاداتي التي عودتها ... قدمًا من الأسلاف والأخلاف

وغضضت من ناري ليخفى ضوؤها ... وقريت عذرًا كاذبًا أضيافي٢

إن لم أشن على عليّ خلة ... تمسي قذى في أعين الأشراف٣

وقد يقسم الشاعر بما يريده الممدوح ويختاره، كقول الشاعر:

إن كان لي أمل سواء أعدّه ... فكفرت نعمتك التي لا تكفر


١ الوفر: الغنى.
٢ غضضت: خففت، قريت: أطعمت.
٣ الخلة: بضم الخاء الصداقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>