للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجناس المذيل واللاحق]

وذيل الهمم همل الدمع لي فجرى ... كلاحق الغيث حيث الأرض في ضرم١

المذيل اختلف جماعة المؤلفين في اسمه، ولم يتقرر له أحسن من هذه التسمية، فإن فيها مطابقة للمسمى، وما ذاك إلا أن المذيل: هو ما زاد أحد ركنيه على الآخر حرفًا في آخره فصار له كالذيل، وهو الفرق بينه وبين المطرف، ويأتي الكلام على المطرف في موضعه، فالمذيل كقول كعب بن زهير:

ولقد علمت وأنت خير عليمة ... أن لا يقرّ بني الهوى لهوان٢

وما ألطف من قال:

وسألتها بإشارة عن حالها ... وعلي فيها للوشاة عيون

فتنفست صعدًا وقالت ما الهوى ... إلا الهوان فزال عنه النون

ومنه قول أبي تمام:

يمدون من أيد عواصٍ عواصم ... تصول بأسيف قواضٍ قواضب٣

وقال آخر:

عذيري من دهر موار موارب ... له حسنات كلهن ذنوب٤


١ همل الدمع: دائم الدمع - ضرم: أي اضطرام اشتعال ولهيب.
٢ الهوان: الذل.
٣ عواص: مخفية، عواصم: بيض، وهي صفة الأيدي، تصول: تحارب - قواض: تقوض العدو - قواضب: قاطعة.
والمعنى: تمد أيد بيضاء من التستر تحارب بأسياف تقوض الأعداء وتقطعهم.
٤ عذيري: أي من عذيري، والعذير هو المخلص - موارٍ: مدبر - موارب: يأتي بعكس ما يشتهي الإنسان.

<<  <  ج: ص:  >  >>