للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

١- عمر رضي الله عنهم قال: “ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع يديه في الدعاء لا يردّهما حتى يمسح بهما وجهه “ ١. قال أبو بكر: (في هذه الآية وما ذكرنا من الآثار دليل على أن إخفاء الدعاء أفضل من إظهاره. لأن الخفية، هي البر. روي ذلك عن ابن عباس، والحسن. وفي ذلك دليل على أن إخفاء آمين بعد قراءة فاتحة الكتاب في الصلاة أفضل من إظهاره، لأنه دعاء..، وقال بعض أهل العلم: إنما كان إخفاء الدعاء أفضل، لأنه لا يشوبه رياء) ٢.

٢- وقال الحسن البصري: لقد أدركنا أقواماً ما كان على الأرض عمل يقدرون على أن يكون سراً، فيكون جهراً أبداً. ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، فلا يُسمع إن هو إلا الهمس بينهم وبين ربهم. وذلك أن الله تعالى يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} وذكر عبداً صالحاً رضي فعله، فقال: {إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً} ٣.

٣- قالوا والدليل على أنه دعاء، قوله تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} وقد كان هارون يؤمّن على دعاء موسى، فسمّاهما الله داعيَيْن ٤.


١ أخرجه الترمذي في الدعوات، باب ما جاء في رفع الأيدي عند الدعاء ٥/١٣١ (٣٤٤٦) وقال: هذا حديث صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن عيسى، وقد تفرد به، وهو قليل الحديث، وقد حدث عنه الناس. والطبراني في الأوسط ٧/١٢٤ (٧٠٥٣) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ١/٥٣٦، وتعقّبه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٦/٦٧. فقال: لم يصب، حماد ضعيف. ووافقه ابن حجر في التقريب ص ٢٦٩ على تضعيفه. وقال في بلوغ المرام ٤/٢١٩ مع سبل السلام: (أخرجه الترمذي، وله شواهد منها حديث ابن عباس عند أبي داود وغيره، مجموعها يقضي بأنه حديث حسن) .
٢ أحكام القرآن ٤/٢٠٨.
٣ انظر: الجامع لأحكام القرآن ١/١٣٠، ٧/٢٢٤.
٤ انظر: تفسير الطبري ١١/١٦١، الجامع لأحكام القرآن ١/١٣٠، ١٣١، ٨/٣٧٥، ٣٧٦، أحكام القرآن للجصاص ٤/٢٠٨.

<<  <   >  >>