أرسله إلى الشيخ يقظة لا مناما قل لحبيبي التجاني ولشدة محبته صلى الله عليه وسلم فيه أخبره أن كل من أحبه لا يموت حتى يكون وليا وضمن صلى الله عليه وسلم له أن كل من سبه ودوام على ذلك لا يموت إلا كافرا؛ وهذه المحبة منه لشيخنا هي التي سرت منه صلى الله عليه وسلم لأهل طريقته حتى قال صلى الله عليه وسلم قل لأصحابك لا يؤذوني بإذاية بعضهم بعضا.
قال الشيخ التجاني: إن لنا مرتبة عند الله تناهت إلى حد يحرم ذكره ليست هي ما أفشيته لكم؛ ولو صرحت بها لأجمع أهل الحق والعرفان على كفري فضلا عمن عداهم وليست هي التي ذكرت لكم بل هي من ورائها؛ ومن خاصية تلك المرتبة أن من لم يتحفظ على تغيير قلبي بعدم حفظ حرمة أصحابنا طرده الله تعالى عن قربه وسلبه ما منحه.
قال محمد تقي الدين: لم يستوفي صاحب الرماح الفضائل التي وعد بذكرها بل اقتصر على ذكر ثلاث وثلاثين وفي ما ذكره من الطوام والضلالات ما لا يُبقي شكا في أن هذه الطريقة على الحال الراهنة يستحيل أن تجتمع في قلب شخص واحد مع ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين الحنيف المبني على الكتاب والسنة وإجماع الأمة؛ وسنعقب عليها بالنقد والنقض حتى يتضح بطلانها وتنجلي ظلمتها؛ بحول الله وقوته وحسن توفيقه.
اعلم أيها القاري الموفق لمعرفة الحق واتباعه مع من كان وحيث كان؛ أن ما ذكره صاحب الرماح من الفضائل بزعمه له ولإخوانه في الطريقة ولشيخهم بزعمهم مردود من وجوه بعضها إجمالي وبعضها تفصيلي؛ ولنبدأ بالإجمالي فنقول:
كل ما نسبوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم من الأخبار هو من شر أقسام الموضوع المفترى وقد خاب من افترى؛ فإن الأمة بعلمائها وأئمتها من أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى أن تقوم الساعة، أجمعت على أنه لا طريق لتلقي خبر من الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالسماع والمشاهدة في حياته الدنيوية؛ أو بواسطة الثقاة الأثبات بالسند المتصل وما ذكروه من الأخبار ليس له أصلا سند وما زعموه من السماع كذب بإجماع الأئمة؛ ومن خرق إجماعهم ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم؛ وكان مشاقا للرسول صلى الله عليه وسلم ومتبعا غير سبيل المؤمنين ومن ذلك أن تلك الأخبار مناقضة لكتاب الله وللأخبار