للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصحيحة المروية بأسانيد معلومة التواتر؛ أو الصحة العالية وإذا قرأت ما تقدم من الرد تبين لك من خلاله فساد تلك الأخبار وبطلانها واضمحلالها.

أما الرد التفصيلي: فسأذكر ما تمس الحاجة إليه ولا أتعرض لما هو واضح البطلان؛ أو تقدم رد مثله؛ وكل ما ذكره واضح البطلان بالنسبة إلى الخاصة؛ أما العامة فيحتاجون إلى زيادة بيان؛ وينحصر ذلك في أمور:

الأول: قوله في الفضيلة الأولى أن النبي صلى الله عليه وسلم ضمن له أن يموتوا على الإيمان والإسلام: فيه جهل بالإيمان لأن من مات على الإيمان فلا حاجة إلى ذكر الإسلام بعد الإيمان لأن الإيمان الصحيح يتضمنه ولم يضمن النبي صلى الله عليه وسلم الموت على الإيمان لأحد. إلا من أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة يلزم أن يموت على الإيمان؛ وفي حديث ابن عباس عند مسلم حين قال عكاشة بن محصن للنبي صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يجعلني منهم - أي من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب - فقال له أنت منهم قام رجل من أصحابه عليه الصلاة والسلام فقال مثلما قال عكاشة فقال النبي صلى الله عليه وسلم سبقك بها عكاشة ولم يتجرأ أحد بعده أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه أخبر بصفتهم وهي أنهم لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون. فأنت ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم علق دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب على أعمال من وفق لها حصل له ذلك. فالتجانيون بزعمهم أفضل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بل المحبون للتجاني المسلمون بما جاء به حسب زعم التجانيين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب ولو فعلوا من الذنوب ما فعلوا ولم يشترط عليهم إلا أن يداوموا على محبته الشيخ التجاني وتعظيمه؛ وهذا مضاد لما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الأمر الثاني: نقل صاحب الرماح في الفضيلة الثانية عن شيخه أنه قال: إن اتباعه يخفف الله عنهم سكرات الموت؛ ونقل عنه في الفضيلة الثالثة والثلاثين أنهم لا يذوقون حرارة الموت وهي المعبَّر عنها بسكرات الموت؛ وهذا من أعظم الجهالات فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أفضل خلق الله ذاق سكرات الموت؛ أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت مات النبي صلى الله عليه وسلم بين حاقنتي وذاقنتي فلا أكره شدة الموت لأحد أبدا بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وأخرج عنها أيضا أنها كانت تقول أن من نعم الله عليَّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته دخل علي عبد الرحمن وبيده السواك فقلت أخذه

<<  <   >  >>