للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولما قدم عبد الرحمن بن غنم الأشعري إلى مصر، قال له عبد الله بن عمرو: ما أقدمك إلى بلادنا؟ وقد كنت تحدثنا أن مصر أسرع الأرضين خراباً فأراك قد اتخذت بها الرباع! فقال: إن مصر قد أوفت خرابها على يد بخت نصر، فلم يدع فيها إلا السباع والضباع، فهي اليوم أطيب الأرضين ترابا وأبعدها خرابا، ولا يزال فيها بركة ما دام في شيء من الأرضين بركة (١).

قال عبد الله بن عمرو: البركة عشر بركات: ففي مصر تسع، وفي الأمصار بركة واحدة، ولا تزال بمصر بركة ما دام في شيء من الأرضين بركة (٢).

وقال عبد الله بن عمرو: خلقت الدنيا على صورة طائر برأسه وصدره وجناحيه وذنبه، فالرأس مكة والمدينة واليمن، والصدر مصر والشام، والجناح الأيمن العراق. وخلف العراق أمة يقال لها واق، وخلف واق أمة يقال لها واق الواق، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلا الله، والجناح الأيسر السند، وخلف السند الهند، وخلف الهند أمة. يقال لها [ناسك، وخلف ناسك أمة يقال لها] منسك، وخلف ذلك من الأمم ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، والذنب من ذات الحمام إلى مغرب الشمس (٣).

وقال شفى الأصبحي وذكر أهل مصر فقال: لا يريدهم أحد بسوء إلا أهلكه الله (٤).

وقال عمرو بن العاص: ولاية مصر جامعة، تعدل الخلافة (٥).

وقال الأعمش سليمان بن مهران في قوله عز وجل: {خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ} [سورة البقرة:٦١] قال: هي مصر التي عليها صالح بن علي (٦).


(١) أورده المقريزى فى الخطط ج ١ ص ٢٦، والسيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ١٨
(٢) السيوطى ج ١ ص ٢٢
(٣) الخطط ج ١ ص ٢٥ وما بين حاصرتين منه، وانظره كذلك لدى السيوطى ج ١ ص ١٨
(٤) ابن الكندى ص ٢٩
(٥) ابن ظهيرة ص ٨١
(٦) ابن ظهيرة ص ٧٢