للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فحفر الخليج المعروف بخليج أمير المؤمنين. يدخل إليه النيل من غربي حصن ابن حديد، وأنفق عليه مالاً عظيماً وكان حاج البحر ينزلون بالفسطاط من ساحل تنيس فيسيرون فيه ثم ينتقلون بالقلزم إلى المراكب الكبار، وليس بمصر خليج إسلامي غيره، وصار يزيد في سقى الحوف (١).

وروى أن هذا الخليج كان قديماً ودثر، وأن عمر لما أمره بحفر خليج قال له بعض القبط: أدلك على موضع وتضع عني الجزية؟ فكتب إلى عمر يستأذنه فأذن له، فدله القبطي على هذا الخليج (٢).

ذكر (*) كور مصر وما في كل كورة

من أصناف البز (٣) والأواني والفواكه والسلاح والطعام والشراب وجميع ما ينتفع به الناس وتدخره الملوك،

وكل كورة بمصر فإنما هي مسماة باسم ملك جعلها له أو لولده أو زوجته. كما سميت مصر باسم مالكها مصر بن بيصر (٤).

فمنها: تِنِّيس (٥) وبها ثياب الكتان الدبيقي (٦) والمقصور (٧)، والشفاف (٨)، والأردية (٩)، وأصناف المناديل والمناشف الفاخرة للأبدان


(١) نفس المصدر ص ١١٢ - ١١٣
(٢) المصدر السابق ص ١١٣
(*) من هذه العلامة إلى مثلها فى ص ٦٨ أورده ابن ظهيرة ص ٥٣ - ٧٠ نقلا عن ابن زولاق مع فروق يسيرة. وروايته هناك «قال ابن زولاق: وكل كورة منها مسماة باسم ملك. . .» وعنوان الفصل فى المقريزى ج ١ ص ٧٢ «ذكر أعمال الديار المصرية وكورها».
(٣) البز: الثياب.
(٤) ذكر ذلك السيوطى فى حسن المحاضرة ج ١ ص ٢٩ فى قوله: «وقال ابن زولاق: كل كورة بمصر فإنما هى مسماة باسم ملك جعلها له. . .».
(٥) النص فيه تحريف وسقط فى الأصلين، وقد اتبعت ما ورد لدى ابن ظهيرة ص ٥٣ وهو ينقل عن ابن زولاق.
(٦) نسبة إلى دبيق، قرية من قرى مصر، بليدة كانت بين الفرما وتنيس من أعمال مصر، وقد اندثرت ومكانها اليوم-كما ذكر محمد رمزى-يعرف بتل دبقو أو دبجو بالقرب من شاطئ بحيرة المنزلة (ياقوت، والقاموس الجغرافى لرمزى ق ١ ص ٢٤٣).
(٧) المقصور من الثياب: ثياب من نسيج أبيض رقيق من القطن.
(٨) نوع رقيق من الثياب يرى ما خلفه.
(٩) الأردية. جمع رداء، وهو ما يلبس فوق الثياب كالجبة والعباءة.