للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبا الرداد عبد الله بن عبد السلام المؤدب (١)، وكان محدثا، وأقامه لمراعاة المقياس، فأجرى عليه الرزق (٢).

حدث عن أبي الرداد جماعة منهم: أبو جعفر الطحاوي، ومحمد بن أحمد بن نافع، وعبد الرحمن بن رشدين.

[ذكر وصف مصر وتربتها]

كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: [أما بعد] فإني فكرت في بلدك، وهي أرض واسعة عريضة رفيعة، قد أعطى الله أهلها عُدداً وجلداً وقوة في البر والبحر، قد عالجتها الفراعنة، وعملوا فيها عملاً محكماً، مع شدة عتوهم، فعجبت من ذلك، وأحب أن تكتب لي بصفة أرضك كأني أنظر إليها، والسلام (٣).

فكتب إليه عمرو بن العاص: قد فهمت كلامك وما فكرت فيه من صفة مصر، مع أن كتابي سيكشف عنك عمى الخبر، ويرمي على بابك منها بنافذ النظر، وإن مصر تربة سوداء، وشجرة خضراء، بين جبل أغبر، ورمل أعفر، قد اكتنفها معدن رفقها (٤) ومحط رزقها، ما بين أسوان إلى منشأ البحر، في سح النهر (٥)، مسيرة الراكب شهراً، كان ما بين جبلها ورملها بطن أقب (٦) وظهر أجب، يخط فيه نهر مبارك الغدوات، ميمون البركات، يسيل بالذهب، [ويجري] على الزيادة والنقصان كمجاري الشمس والقمر، له أيام تسيل له (٧) عيون الأرض وينابيعها مأمورة إليه بذلك، حتى إذا ربا وطما واصلخم (٨) لججه،


(١) كذا فى ز، وهو يوافق ما لدى ابن ظهيرة وفى ح «المؤذن» وهو يوافق ما فى الخطط للمقريزى.
(٢) أورده ابن ظهيرة ص ١٧٨
(٣) ابن ظهيرة ص ١١٤، السيوطى: حسن المحاضرة ج ١ ص ١٤٧ وما بين حاصرتين منهما.
(٤) أى موضع عملها.
(٥) سح النهر: تدفقه.
(٦) بطن أقب: دقيق الخصر.
(٧) لدى ابن ظهيرة ص ١١٤ وهو ينقل عن ابن زولاق «تسيل إليه».
(٨) اصلخم: اشتد.