للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والقلب، ولم يخرج فرعون معه من زاد على الأربعين في السن ولا دون العشرين.

وأمر بشاة أن تسلخ، وقال: لا يفرغ منها حتى تحضروني خمسمائة ألف، فلم يفرغ منها حتى أحضروه ذلك أجمع (١).

وكان في عسكره سبعون ألف فرس لونا واحدا. وقيل إنه ملك بمصر خمسمائة ألف سنة.

واختلف فيه، فقيل: كان من العماليق، وقيل: كان من القبط، ويكنى أبا مرة، وهو الوليد بن مصعب، وهو أول من خضب بالسواد لما شاب، دله عليه إبليس، ولعظم شأنه وعتوه ذكره الله تبارك وتعالى في خمس وعشرين سورة من القرآن.

وقد ذكرنا ما قالت عائشة، وغرَّقه الله عز وجل في اليم (٢) بقضية [قضاها] على نفسه، وقد شرحتها في التاريخ الكبير (٣).

ومن الفراعنة الذين خربوا الدنيا وغلبوا على مصر: بخت نصر، وهو من قرية من قرى بابل يقال لها: هو. دخل مصر في ستمائة ألف ما بين فارس وراجل، راكبا على فرس يشبه الأسد، وورد أنه كان متقلداً سيفاً طوله عشرة أشبار وعرضه شبر، أخضر النصل (٤) كالسلق ينحدر منه شبه ماء السِّدر (٥)، وغمده من ذهب مرصَّع بالجوهر والياقوت الأحمر، مكتوب عليه كلام بالعجمي تفسيره بالعربي هذه الأبيات:

وأنت إن لم ترجُ أو تَتَّقِ … كالميت محمولا على نعشه

لا تنجش (٦) … الشر فتصلى به

فقلَّ مَن يسلم من نجشه


(١) المصدر السابق ص ٩١ نقلا عن ابن زولاق.
(٢) اليم: البحر.
(٣) المصدر السابق وما بين حاصرتين منه.
(٤) النصل: الحد.
(٥) السدر: النبق.
(٦) نجش الشر: استثاره واستخرجه.