للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال بعض المتكلمين: لو أن رجلا عابدا ترك التصرف وأقبل على العبادة، وأن آخر ليس بمتعبد قام له بكفايته وسائر مؤنته من كسوة وطعام وشراب لكان شريكه فيما يحمله، وأن له أوفر أجر وكذلك مصر ومنزلتها من الحرمين (١).

ومن فضائلها أن الذي بنى الكعبة [في زمن قريش] رجل من قبط مصر يكنى أبا قرم (٢).

ومصر فرضة الدنيا يحمل من خيرها إلى سواحلها، وكذلك ساحلها بالقلزم ينقل إلى الحرمين وإلى جدَّة وإلى عمَّان وإلى الهند وإلى الصين وصنعاء وعدن والشحر والسند وجزائر البحر (٣).

ومن جهة تنيس دمياط والفرما فرضة بلاد الروم وأقاصي الإفرنجة وقبرص وسائر سواحل الشام والثغور إلى حدود العراق (٤).

ومن جهة الإسكندرية فرضة إقريطش وصقلية والمغرب كله إلى طنجة والسوس ومغرب الشمس (٥).

ومن جهة الصعيد فرضة بلد المغرب وبلد البربر والبجة والحبشة والحجاز واليمن (٦).

وأما ما فيها من ثغور الرباط فمن ذلك: رباط البرلس، ورباط رشيد، ورباط الإسكندرية، ورباط ذات الحمام، ورباط البحيرة، ورباط إخنا، ورباط دمياط، ورباط شطا، ورباط تنيس، ورباط الأشتوم، ورباط الفرما، ورباط النقار، ورباط الفرادة، ورباط العريش، ورباط الحرمين وما ينضاف إلى هذه الثغور من جهاتها، ورباط الخيس من جهة الحبشة والبجة وما يقرب منهم،


(١) المصدر السابق.
(٢) نفس المصدر، وما بين حاصرتين منه.
(٣) ابن ظهيرة ص ١٠١
(٤) المصدر السابق.
(٥) نفس المصدر ص ١٠٢
(٦) نفس المصدر.