كورة من الطرائف والعجائب من أصناف الشراب والطعام والفاكهة وصناعة الورق والنسيج والسجاد وغير ذلك.
وعن فضائل مصر الاقتصادية فقد أوضح ابن زولاق فضل مصر على غيرها فى أثناء ذكره لمواردها، فأشاد بخيراتها الوفيرة الناتجة من الزراعة، وحين أشاد بمنتجات مصر وصناعتها ذكر ما اشتهرت به من صناعة القصب التنيسى والثوب الدبيقى مما ليس بغيرها.
وكذلك ما اشتهرت به من صناعة المنسوجات الصوفية والأكسية المرعز التى لم يكن لها مثيل.
وقد تجلى اعتزازه واعتزاز مواطنيه بصناعة مصر المتميزة فى هذا الشأن بما حكاه أهل العلم والخبرة بمميزات هذه الصناعة من أن معاوية بن أبى سفيان لما كبرت سنه كان لا يدفأ، فاتفقوا أنه لا يدفئه إلا الأكسية المرعز التى تعمل بمصر من صوفها المرعز، فعمل له منها عدد، فما احتاج منها إلا إلى واحد فقط.
ومن نماذج روايات ابن زولاق فى هذا الجانب أن مدينة تنيس الواقعة فى شمال الدلتا، اشتهرت باسمها فى العصور الوسطى بما كان يحاك بها من ثياب الكتان الرقيقة والأقمشة الرفيعة والرقاق من الدبيقى والقصب والمخمل، وما كان يحاك بها كذلك من ثياب النساء المزر كشة مما ليس فى غيرها من بلدان العالم، وعمت شهرة ثيابها فكانت تصدر إلى سائر الآفاق، حتى قيل عنها فى صدر الإسلام: ليس فى الدنيا ملك جاهلى ولا إسلامى يلبس خواصه وحرمه غير ثيابها.
كذلك أشاد ابن زولاق بفضل مصر على غيرها بما اشتهرت به من صناعة الورق وصناعة المعادن.
كذلك أشاد فى رؤيته لفضائل مصر بموقعها المتميز الذى تتمتع به وبما كان له من أثر فى نشاط مصر التجارى.