بمنقار واحد منها، فيموت، ويبقى معلقا إلى أن تذروه الرياح، فتنصرف جميع الطيور ويكون ذلك كالقربان لها (١).
ومنها: السمكة الرعادة، إذا وضع ابن آدم رجل أو امرأة يده عليها لم يتمالك أن يضطرب جسمه اضطراباً شديداً.
ومنها: الحيات العظام تبتلع الرجل ويكون مجرها في الأرض بخط محراث ثورين.
ومنها: حية معروفة عرض إصبع تسير ساعات إلى أن تفنى، حدثني بذلك أبو عمر محمد بن يوسف.
وبمصر مجمع البحرين، وهو البرزخ الذي ذكره الله تعالى بقوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (١٩) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ} [سورة الرحمن ١٩ و ٢٠] وقال: {وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً}[سورة النمل:٦١] وهما بحر الروم والصين، والحاجز بين أيلة والقلزم والفرما.
ومنها: العجائب في الوحوش وعظمها وكثرتها، ومصايد مصر وجميع جوانبها من القبلة من جهة الصعيد وحلوان وما والاها من جهة الشرق وما يلي المقطم ونواحيه من جهة المغرب، وهو نواحي الأهرام ووادي هبيب.
ومنها: البحرين وما يلي نواحي الشام، وعجائبها لا تفنى.
وأخبرني عمر بن أبي عمر عن أبيه قال: قال لي أبو الحسن محمد بن الحسين بن عبد الوهاب عامل مصر وفي مجلسه وجوه الناس: أليس ما بمصر ليس هو في الدنيا! فقلت أشياء كثيرة تحتاج إلى وقت وعمل، فقال: ما يحضرك الساعة؟ فقلت الذي يحضرني الساعة، ثلاثة أشياء: الهرمان والمقبرة في سعتها وأبنيتها ونيلها وعجائبه في كلام طويل. قال أبو عمر: ليس هذا موضع ذكره.
(١) النص فيه تحريف وسقط فى الأصلين، وقد اعتمدنا فى تكملة النص وتصويبه على ما جاء بالخطط ج ١ ص ٣١، وابن ظهيرة ص ١٥٣