للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((ألا أخبركم بأهل النار، كل عتل جواظ مستكبر)) ؛ هذه علامات أهل النار.

((عتل)) : يعني أنه غليظ جاف، قلبه حجر والعياذ بالله؛ كالحجارة أو أشد قسوة. ((جواظ مستكبر)) الجواظ فيه تفاسير متعددة، قيل إنه الجموع المنوع، يعني الذي يجمع المال ويمنع ما يجب فيه.

والظاهر أن الجواظ هو الرجل الذي لا يصبر، فجواظ يعني جزوع لا يصبرعلى شيء، ويرى أنه في قمة أعلى من أن يمسه شيء.

ومن ذلك قصة الرجل الذي كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة، وكان شجاعاً لا يدع شاذة ولا فاذة للعدو إلا قضى عليها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا من أهل النار)) ، فعظم ذلك على الصحابة، وقالوا: كيف يكون هذا من أهل النار وهو بهذه المثابة؟ ثم قال رجل: والله لألزمنه يعني لأ لازمه حتى أنظر ماذا يكون حاله، فلزمه فأصاب هذا الرجل الشجاع سهم من العدو. فعجز عن الصبر وجزع ثم أخذ بذبابة سيفه فوضعه في صدره ثم اتكأ عليه حتى خرج السيف من ظهره والعياذ بالله، فقتل نفسه. فجاء الرجل للرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أشهد أنك لرسول الله، قال ((ويم؟)) قال: لأن الرجل الذي قلت إنه من أهل النار، فعل كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار)) . فانظر إلى هذا الرجل جزع وعجز أن يتحمل فقتل

<<  <  ج: ص:  >  >>