للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله ((حري)) : هو بفتح الحاء وكسر الراء وتشديد الياء: أي حقيق. وقوله: ((شفع)) بفتح الفاء.

[الشَّرْحُ]

ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: مر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لرجل: ((ما تقول في هذا؟)) قال: رجل من أشراف الناس، حري إن خطب أن ينكح، وإن شفع أن يشفع، ثم مر رجل آخر، فسأل عنه فقال: هذا رجل من ضعفاء المسلمين، حري إن خطب ألا ينكح، وإن شفع ألا يشفع، وإن قال ألا يسمع لقوله.

فهذان رجلان أحدهما من أشراف القوم، وممن له كلمة فيهم، وممن يجاب إذا خطب، ويسمع إذا قال، والثاني بالعكس، رجل من ضعفاء الناس ليس له قيمة، إن خطب فلا يجاب، وإن شفع فلا يشفع، وإن قال فلا يسمع.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((هذا خير من ملء الأرض مثل هذا)) أي: خير عند الله عز وجل من ملء الأرض من مثل هذا الرجل الذي له شرف وجاه في قومه؛ لأن الله سبحانه وتعالى ليس ينظر إلى الشرف، والجاه، والنسب، والمال، والصورة، واللباس، والمركوب، والمسكون، وإنما ينظر إلى القلب والعمل، فإذا صلح القلب فيما بينه وبين الله عز وجل، وأناب إلى الله، وصار ذاكراً لله تعالى خائفاً منه، مخبتاً إليه، عاملاً بما يرضي الله عز وجل، فهذا هو الكريم عند الله، وهذا هو الوجيه عنده، وهذا هو الذي لو

<<  <  ج: ص:  >  >>