للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد ينعم البدن ويؤتى الإنسان من الدنيا ما يؤتى من زهرتها، ولكن قلبه في جحيم والعياذ بالله.

وإذا شئت أن تتبين هذا فاقرأ قوله تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النحل: ٩٧] ، لم يقل فلننعمن أبدانهم، بل قال: (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَة) ً وذلك بما يجعل الله في قلوبهم من الأنس، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب وغير ذلك، حتى إن بعض السلف قال: لو يعلم الملوك ما نحن فيه، لجالدونا عليه بالسيوف: يعني من انشراح الصدر، ونور القلب والطمأنينة والسكون.

أسأل الله أن يشرح قلبي وقلوبكم للإسلام، وينورها بالعلم والإيمان إنه جواد كريم.

* * *

٥/٢٥٦ ـ وعنه أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد ـ أو شاباً ـ ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأل عنها أو عنه فقالوا: مات. قال: ((أفلا كنتم آذنتموني)) فكأنهم صغروا أمرها، أو أمره فقال: ((دلوني على قبره)) فدلوه فصلى عليها، ثم قال: ((إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله تعالى ينورها لهم بصلاتي عليهم)) متفق عليه) .

<<  <  ج: ص:  >  >>