للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جل وعلا، وكذلك أيضاً يشير بها في التشهد إذا دعا: السلام عليك أيها النبي السلام علينا، اللهم صل على محمد، اللهم بارك على محمد، في كل جملة دعائية يشير بها إشارة إلى علو الله تعالى وتوحيده.

وفرج بينهما عليه الصلاة والسلام يعني: قارن بينهما وفرج، يعني أن كافل اليتيم مع النبي عليه الصلاة والسلام في الجنة قريب منه، وفي هذا حث على كفالة اليتم، وكفالة اليتيم هي القيام بما يصلحه في دينه ودنياه؛ بما يصلحه في دينه من التربية والتوجيه والتعليم وما أشبه ذلك، وما يصلحه في دنياه من الطعام والشراب والمسكن.

واليتيم حده البلوغ، فإذا بلغ الصبي؛ زال عنه اليتم، وإذا كان قبل البلوغ فهو يتيم؛ هذا إن مات أبوه، وأما إذا ماتت أمه دون أبيه فإنه ليس بيتيم.

وكذلك الحديث الذي بعده فيه أيضاً ثواب من قام بشئون اليتيم وإصلاحه.

أما الحديث الثالث: فإن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: ((ليس المسكين الذي ترده التمرة التمرتان، ولا اللقمة واللقمتان، إنما المسكين الذي يتعفف)) . يعني المسكين؛ ليس (الشحاذ) الذي (يشحذ) الناس، ترده اللقمة واللقمتان: يعني إذا أعطيته لقمة أو لقمتين أو تمرة أو تمرتين ردته، بل المسكين حقيقة هو الذي يتعفف كما قال تعالى: (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) [البقرة: ٢٧٣] ، هذا هو المسكين حقيقة؛ لا يسأل فيُعطى ولا يتفطن له فيعطى. كما يقول العامة: عاف كاف، ما

<<  <  ج: ص:  >  >>