للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى آية سورة النساء: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ) [النساء: ٣٦] .

الجار ذي القربى: يعني الجار القريب.

والجار الجنب: يعني الجار البعيد الأجنبي منك.

قال أهل العلم: والجيران ثلاثة:

١ ـ جار قريب مسلم؛ فله حق الجوار، والقرابة، والإسلام.

٢ ـ وجار مسلم غريب قريب؛ فله حق الجوار، والإسلام.

٣ ـ وجار كافر؛ فله حق الجوار، وإن كان قريباً فله حق القرابة أيضاً.

فهؤلاء الجيران لهم حقوق: حقوق واجبة، وحقوق يجب تركها.

ثم ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ خمسة أحاديث، عن ابن عمر، وعن أبي ذر وعن أبي هريرة، أما حديث ابن عمر ففيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)) أي سينزل الوحي بتوريثه، وليس المعنى أن جبريل يشرع توريثه؛ لأن جبريل ليس له حق في ذلك، لكن المعنى أنه سينزل الوحي الذي يأتي به جبريل بتوريث الجار، وذلك من شدة إيصاء جبريل به النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما حديث أبي ذر ففيه أن على الإنسان إذا وسّع الله عليه برزق، أن يصيب منه جاره بعض الشيء بالمعروف، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((إذا طبخت مرقة فاكثر ماءها، وتعاهد جيرانك)) ، أكثر ماءها يعني زدها في الماء لتكثر وتوزع على جيرانك منها، والمرقة عادة تكون من اللحم أو من غيره مما

<<  <  ج: ص:  >  >>