وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها، وهي أقرب نساء الرسول إليه، فكيف يقال: إن هؤلاء يحبون الرسول؟ وكيف يقال: إن هؤلاء يحبون آل الرسول؟ ولكنها دعاوى كاذبة لا أساس لها من الصحة.
فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين، ومن زوجاته أمهات المؤمنين، كلهم آل بيته ولهم حق.
ثم ذكر المؤلف الآية التي سقناها الآن (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) . نقاء وطهارة، أي النجس المعنوي، (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ)(وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) بعد إزالة النجاسة. والتطير: تخلية وتحلية، وقوله (تَطْهِيراً) هذا مصدر مؤكد لم سبق، يدل على أنها طهارة كاملة.
ولهذا من رمى واحدة من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنى ـ والعياذ بالله ـ فإنه كافر حتى لو كانت غير عائشة.
عائشة الذي يرميها بما برأها الله منه كافر مكذب لله، يحل دمه وماله، وأما الذي يرمي سواها بالزنى فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضاً؛ لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله، وقد قال الله تعالى: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ