(وَمَثَلُهُمْ فِي الْإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْئهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّار) يعني: مثلهم كمثل الزرع (ٍ أَخْرَجَ شَطْئهُ) يعني الغصن الثاني غير الغصن الأم (فَآزَرَهُ) يعني شدده وقواه، (فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ) قام وعانق الأصل (يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ) يعني أهل الخبرة والزرع يعجبهم مثل هذا الزرع القوي، إذا كان له شطاً مؤازر له، مقوله.
(لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ) أي ليغيظ الله بهم الكفار من بني آدم، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) ، مغفرة للذنوب، وأجراً عظيماً على الحسنات.
وقال تعالى:(وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْإيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا)[الحشر: ٩] ، هؤلاء الأنصار رضي الله عنهم وأرضاهم، (تَبَوَّأُوا الدَّارَ) المدينة، أي سكنوها (مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل المهاجرين، وحققوا الإيمان من قبل أن يهاجر إليهم المؤمنون؛ لأن الإيمان دخل في المدينة قبل الهجرة، (تَبَوَّأُوا الدَّارَ) سكنوها، (وَالْإيمَانَ) حققوا الإيمان (مِنْ قَبْلِهِمْ) من قبل المهاجرين.
(يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ) لأنهم إخوانهم ولهذا لما هاجروا آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم. أي: جعلهم إخواناً، حتى إن الواحد من الأنصار كان يتنازل عن نصف ماله لأخيه المهاجري، (وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا) يعني: لا يجدون في صدورهم حسداً مما أوتي المهاجرون من