فالذي يجب على الإنسان؛ أن يسعى لكل سبب يوجب المودة والمحبة بين المسلمين؛ وليس من المعقول ولا من العادة أن يتعاون الإنسان مع شخص لا يحبه، ولا يمكن التعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى إلا بالمحبة، ولهذا كانت المحبة في الله من كمال الإيمان.
وفي حديث معاذ رضي الله عنه إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنه يحبه، وقوله لأنس لما قال له: إني أحب هذا الرجل. قال له ((أأعلمته)) فدل هذا على أنه منه السنة إذا أحببت شخصاً أن تقول: إني أحبك، وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه؛ لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن.
وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام:((الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)) لكن إذا قال الإنسان بلسانه؛ فإن هذا يزيده محبة في القلب فتقول: إني أحبك في الله.
وفي قوله عليه الصلاة والسلام:((لا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة)) يعني: في آخر كل صلاة؛ لأن دبر الشيء من الشيء كدبر الحيوان، وقد ورد هذا الحديث بلفظ واضح يدل على أن الإنسان يقولها قبل أن يسلم فيقول قبل السلام:((اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك))