للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الولاية، وليست الولاية أن يخشوشن الإنسان في لباسه، أو أن يترهبن أمام الناس، أو أن يطيل كمه أو أن يخنع رأسه؛ بل الولاية الإيمان والتقوى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) فمن عادى هؤلاء فإنه حرب لله والعياذ بالله.

ثم قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ((وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضه عليه)) يعني أحب ما يحب الله الفرائض. فالظهر أحب إلى الله من راتبة الظهر، والمغرب أحب إلى الله من راتبة المغرب، والعشاء أحب إلى الله من راتبة العشاء، والفجر أحب إلى الله من راتبة الفجر، والصلاة المفروضة أحب إلى الله من قيام الليل، كل الفرائض أحب إلى الله من النوافل، والزكاة أحب إلى الله من الصدقة، وحج الفريضة أحب إلى الله من حج التطوع، كل ما كان أوجب فهو أحب إلى الله عز وجل.

((وما تقرب إلى عبد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليَ بالنوافل حتى أحبه)) وفي هذا إشارة إلى أن من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع؛ نوافل الصلاة، نوافل الصدقة، نوافل الصوم، نوافل الحج، وغير ذلك من النوافل.

فلا يزال العبد يتقرب إلى الله بالنوافل حتى يحبه الله، فإذا أحبه الله كان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصره به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سأله ليعطينه، ولئن استعاذه ليعيذنه.

((كنت سمعه)) يعني: أنني أسدده في سمعه، فلا يسمع إلا ما يرضي الله، ((وبصره)) أسدده في بصره فلا يبصر إلا ما يحب الله ((ويده التي يبطش بها)) فلا يعمل بيده إلا ما يرضي الله ((ورجله التي يمشي بها)) فلا

<<  <  ج: ص:  >  >>