للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عملت بعمل أهل الجنة بإخلاص ـ نسأل الله أن يجعلنا والمسلمين منهم ـ فإن الله لا يخذلك، لكن فيما يبدو للناس.

والدليل على هذا القيد ما ثبت في صحيح البخاري، أن رجلاً كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، وكان شجاعاً مقداماً، لا يترك للعدو شاذة ولا فاذة إلا قضى عليه، فتعجب الناس منه؛ ومن شجاعته، من إقدامه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم: ((إنه من أهل النار)) أعوذ بالله، هذا الشجاع الذي يفتك بالعدو من أهل النار؟ فكبُر ذلك على المسلمين، وعظم عليهم، وخافوا، كيف يصير هذا من أهل النار؟

فقال رجل: والله لألزمنه؛ أتابعه وأراقبه؛ لأرى نهايته كيف تكون؟ فمشى معه، وفي أثناء القتال أصاب هذا الرجل الشجاع السهم فجزع، فأخذ بسيفه فسله، فوضعه في صدره، واتكأ عليه حتى خرج من ظهره، قتل نفسه جزعاً، فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. قال: وبم؟

قال: الرجل الذي قلت إنه من أهل النار. حصل له كذا وكذا.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس))

الحمد لله على هذا القيد، يعمل فيما يبدو للناس بعمل أهل الجنة وهو من أهل النار، يظنون أنه صالح، ولكن في قلبه فساد وهو من أهل النار.

قال في حديث ابن مسعود: ((وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها)) هذا عكس الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>