للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدنيا قبل الآخرة، حتى تصح توبتك.

أما غير التائبين، فقد قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: ٤٨] فغير التائبين إن كان عملهم كفراً، فإنه لا يغفر، وإن كان سوى الكفر، فإنه تحت المشيئة،؛ إن شاء الله عذب عليه، وإن شاء غفر له.

لكن إن كان من الصغائر، فإن الصائر تكفر باجتناب الكبائر، وببعض الأعمال الصالحة.

ثم ذكر المؤلف أحاديث متعددة في هذا الباب، وكلها أحاديث توجب للإنسان قوة الرجاء بالله عز وجل، حتى يلاقي الإنسان ربه وهو يرجو رحمته، ويغلبها على جانب الخوف.

وفيها أحاديث مطلقة مقيدة بنصوص أخرى، مثل ما ذكره رحمه الله في أن من لقي الله عز وجل لا يشرك يه شيئاً دخل الجنة، ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار. المراد بهذا: الشرك وكذلك الكفر؛ ككفر الجحود والاستكبار وما أشبه ذلك، فإنه داخل في الشرك الذي لا يغفر. نسأل الله أن يجعلنا ممن يرجو رحمته ويخافون عذابه.

* * *

٦/٤١٧ ـ وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه، وهو ممن شهد بدراً، قال: كنت اصلي لقومي ببني سالم، وكان يحول بيني وبينهم واد إذا جاءت الأمطار، فيشق علي اجتيازه قبل مسجدهم، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: إني أنكرت بصري، وإن الوادي الذي بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت الأمطار، فيشق علي

<<  <  ج: ص:  >  >>