الإنسان أن يجمع بين الخوف الرجاء، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم:((لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة؛ ما طمع بجنته أحد)) .
والمراد لو يعلم علم حقيقة وعلم كيفية لا أن المراد لو يعلم علم نظر وخبر؛ فإن المؤمن يعلم ما عند الله من العذاب لأهل الكفر والضلال، لكن حقيقة هذا لا تدرك الآن، لا يدركها إلا من رقع في ذلك ـ أعاذنا الله وإياكم من عذابه.
((ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد)) ، والمراد حقيقة ذلك، وإلا فإن الكافر يعلم أن الله غفور رحيم، ويعلم معنى المغفرة، ويعلم معنى الرحمة.
وذكر المؤلف أحاديث في معنى ذلك مثل قوله:((الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك)) .
شراك النعل يضرب به المثل في القرب؛ لأن الإنسان لا بس نعله، فالجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله؛ لأنها ربما تحصل للإنسان بكلمة واحدة، والنار مثل ذلك، ربما تحدث النار بسبب كلمة يقولها القائل، مثل الرجل الذي كان يمر على صاحب معصية فينهاه ويزجره، فلما تعب قال: والله لا يغفر الله لفلان.
فقال الله تعالى:((من ذا الذي يتألى علىَ ألا أغفر لفلان؛ قد غفرت له وأحبطت عملك)) ، قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.