الصلاة والسلام أنه قال:((يتبع الميت ثلاثة: ماله وأهله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى علمه)) .
ففكِّر في هؤلاء القوم، ثم سلِّم عليهم:((السلام عليكم دار قوم مؤمنين)) والظاهر - والله أعلم- أنهم يردّون السلام؛ لأنه يسلم عليهم بصيغة الخطاب ((السلام عليكم)) ، ويحتمل أن يُراد بذلك السلام مجرد الدعاء فقط، سواء سمعوا أم لم يسمعوا، أجابوا أم لم يجيبوا.
فعلى كل حال على الإنسان أن يدعو لهم ويقول مقرراً المصير الحتمي:((وإنا إن شاء الله بكم لاحقون)) إن شاء الله هذه تعود إلى وقت اللحوق وليس إلى اللحوق؛ لأن اللحوق متيقن، والمتيقن لا يقيد بالمشيئة لكن تعود إلى وقت اللحوق؛ لأن كل واحد منا لا يدري متى يلحق، فيكون معنى قوله:((إنا إن شاء الله بكم لاحقون)) أي: وإنا متى شاء الله بكم لاحقون، كقوله تعالى:(ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ)(كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ)(عبس: ٢٣، ٢٢) . ثم يدعو لهم بالدعاء الذي جاءت به السنة، فإن لم يعرف شيئاً منه؛ دعا بما تيسر: اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم، ثم ينصرف. هكذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يزور المقبرة.