للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صيغة الاستفهام، من أجل أن ينتبه المخاطب ويعي ما يقول، فهو يقول ((ألا أخبركم)) ، الكل سيقول نعم أخبرنا يا رسول الله. قال: ((كل عتلًّ جواظٍ مستكبر)) .

العتل: معناها الشديد الغليظ، ومنه العتلة التي تحفر بها الأرض، فإنها شديدة غليظة، فالعتل هو الشديد الغليظ، والعياذ بالله.

الجواظ: يعني أنه فيه زيادة من سوء الأخلاق.

والمستكبر- وهذا هو الشاهد-: هو الذي عنده كِبر والعياذ بالله وغطرسة، وكِبر على الحق، وكِبر على الخلق، فهو لا يلين للحق أبداً، ولا يرحم الخلق والعياذ بالله.

هؤلاء هم أهل النار، أما أهل الجنة فهم الضعفاء المساكين الذين ليس عندهم ما يستكبرون به؛ بل هم دائماً متواضعون ليس عندهم كبرياء ولا غلظة؛ لأن المال أحياناً يفسد صاحبه، ويحمله على أن يستكبر على الخلق ويردّ الحق، كما قال تعالى: (كَلَّا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى) (أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) (العلق: ٧، ٦) .

وكذلك أيضاً ذكر حديث احتجاج النار والجنة؛ احتجت النار والجنة، فقالت النار: إن أهلها هم الجبارون المتكبرون، وقالت الجنة: إن أهلها هم الضعفاء والمساكين، فاحتجت كل واحدة منها على الأخرى.

فحكم الله بينهما عزّ وجلّ، وقال في الجنة ((أنتِ رحمتي أرحم بك من أشاء)) وقال للنار ((أنت عذابي أعذب بك من أشاء)) فصارت النار دار

<<  <  ج: ص:  >  >>