نقل المؤلف النووي - رحمه الله- في كتابه رياض الصالحين في باب الغضب إذا انتهك شرع الله- وسبق لنا الكلام على الآيات التي صدر بها المؤلف هذا الباب، وأما الأحاديث فمنها حديث عائشة رضي الله عنها؛ والأول أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فوجدها قد سترت سهوةً لها بقرامٍ فيه تماثيل، يعني فيه صورة، فهتكه النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبر ((أن أشد الناس عذاباً الذين يضاهون بخلق الله)) يعني المصورين، فهم أشد الناس عذاباً، لأنهم أرادوا أن يضاهوا الله سبحانه وتعالى في خلقه، وفي تصويره.
وكانوا فيما سبق يصورون باليد؛ لأنه ليس عندهم آلات وأجهزة تلتقط الصور بدون عمل يدوي، فكانوا يخططون بأيديهم، فيأتي الحاذق منهم ويصور صورة بيده على أنها كالذي صوره ويتقنها لتشابه صورة الله، ليُقال: ما أشد مهارة هذا الرجل، وما أعرفه، كيف استطاع أن يقلد خلق الله عزّ وجلَّ؟
فهم يريدون بذلك أن يشاركون الله سبحانه وتعالى في تصويره، وهو سبحانه وتعالى لا شريك له:(هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ)(آل عمران: ٦) ، (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ)(غافر: ٦٤) .