وقالت: إننا ننعاه إلي جبريل لأن جبريل هو الذي كان يأتيه بالوحي صباحاً ومساء.
فإذا فقد النبي عليه الصلاة والسلام؛ فقد نزول جبريل عليه الصلاة والسلام إلي الأرض بالوحي؛ لأن الوحي انقطع بموت النبي صلي الله عليه وسلم.
ثم لما حمل ودفن رضي الله عنها:((أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلي الله عليه وسلم التراب؟)) يعني من شدة وجدها عليه، وحزنها، ومعرفتها بأن الصحابة- رضي الله عنهم- قد ملأ قلوبهم محبة الرسول عليه الصلاة والسلام فهل طابت؟
والجواب: أنها طابت؛ لن هذه ما أراد الله- عز وجل- وهو شرع الله، ولو كان النبي عليه الصلاة والسلام يفدي بكل الأرض لفداه الصحابة رضي الله عنهم.
لكن الله - سبحانه- هو الذي له الحكم، وغليه المرجع، وكما قال الله تعالي في كتابة:(إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)(ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ)(الزمر: ٣٠/٣١) .
الفوائد:
في هذا الحديث بيان أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كغيرة من البشر، يمرض ويجوع، ويعطش، ويبرد، ويحتر وجميع الأمور البشرية تعتري النبي صلي الله عليه وسلم، كما قال صلي الله عليه وسلم ((إنما أنا بشر مثلكم، أنسي كما تنسون)) .