للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكذب بالفعل؟ ! إذا فعل الإنسان خلاف ما يبطن فهذا قد كذب بفعله، فالمنافق مثلا كاذب لأنه يظهر للناس أنه مؤمن، يصلي مع الناس ويصوم مع الناس، ويتصدق ولكنه بخيل. وربما يحج، فمن رأى أفعاله حكم عليه بالصلاح، ولكن هذه الأفعال لا تنبئ عما في الباطن، فهي كذب.

ولهذا نقول: الصدق يكون بالسان، ومتى طابقت أعمال الجوارح ما في القلب فهي صدق بالأفعال.

ثم بين النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ عندما أمر بالصدق ـ عاقبته فقال: ((إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة)) .

البر كثرة الخير، ومنه أسماء الله: ((البر)) أي كثير الخير والإحسان عز وجل.

فالبر يعني كثرة الخير، وهو من نتائج الصدق، وقوله: ((يهدي إلى الجنة)) فصاحب البر ـ نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم ـ يهديه بره إلى الجنة، والجنة غاية كل مطلب، ولهذا يؤمر الإنسان أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (آل عمران: ١٨٥) .

وقوله: ((إن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا)) وفي رواية: ((ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا)) .

والصديق في المرتبة الثانية من مراتب الخلق من الذين أنعم الله عليهم كما قال الله سبحانه: (وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>