وذكر المؤلف أحاديث كثيرة تدل على صدق الصحابة رضي الله عنهم وصدق إيمانهم يخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بما للشهداء فيدعون ما بأيديهم من الطعام ويتركونه ويتقدمون إلى الجهاد في سبيل الله ثم يقتلون فيلقون الله عز وجل راضين عنه وهو راض عنهم جل وعلا وهذا لا شك من فضائل الصحابة رضي الله عنهم التي لا يلحقهم بعدهم أحد فيها.
هذا عمير بن الحمام الأنصاري رضي الله عنه لما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر: من قاتلهم محتسبا مقبلا غير مدبر وجبت له جنة عرضها كعرض السماء والأرض قال: يا رسول الله جنة عرضها كعرض السماء والأرض قال: نعم فأخرج تمرات من قرنه الذي يوضع فيه الطعام عادة ويأخذه المجاهد ثم جعل يأكل ثم استطال الحياة رضي الله عنه وقال: والله لأن بقيت حتى آكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة ثم تقدم فقاتل وقتل رضي الله عنه وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة.
وكذلك أنس بن المضر رضي الله عنه لقي سعد بن معاذ في غزوة أحد وأخبره بأنه يجد ريح الجنة دون أحد قال ابن القيم: فهذه من الكرامات التي يكرم بها الله من يشاء من عباده أن يجد ريح الجنة وهو في الأرض والجنة في السماء لكن من أجل أن الله يثبت يقينه حتى يتيقنها وكأنها أمر محسوس عنده فقاتل حتى قتل لأنه رضي الله عنه تأخر عن غزوة بدر وسبب ذلك أن كثيرا من الصحابة لم يخرجوا في بدر لأنهم إنما خرجوا من أجل عير أبي سفيان التي جاء بها من الشام يريد بها مكة ولم يخرجوا لقتال