للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهم يغنمون من الكفار أموالا يقاتلون بها مرة أخرى، وهذا من فضل الله، كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: ((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي. . . وذكر منها: وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي))

وفي الحديث أيضا من آيات الله أن الذين غلوا لزقت أيديهم بأيدي النبي، وهذا خلاف العادة، ولكن الله على كل شيء قدير؛ لأن العادة إذا صافحت اليد يدا أخرى أنها تنطلق، ولكن الذين غلوا لم تنطلق أيديهم، أمسكوا بيد النبي، فهذه علامة، فالنبي لا يعلم الغيب.

ومن فوائد الحديث: أن الأنبياء لا يعلمون الغيب ـ وهو واضح ـ إلا ما أطلعهم الله عليه، أما هم فلا يعلمون الغيب.

وشواهد كثيرة فيما جرى لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، حيث يخفى أشياء كثيرة، كما قال الله: (قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ) (التحريم: ٣) ، أما هو فلا يعلم الغيب.

وأصحابه ـ رضوان الله عنهم ـ يكونون معه يخفون عليه، فكان معه ذات يوم أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ وكان عليه جنابة، فانخنس ليغتسل، فقال له عندما رجع من غسل الجنابة: ((أين كنت يا أبا هريرة؟)) ، إذا فالرسول

<<  <  ج: ص:  >  >>