للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (الفاتحة: ٥/٦) ، لابد أن تكون العبادة في نفس هذا الصراط المستقيم، وإلا كانت ضرراً على العبد. فهذه ثلاثة أمور، هي منهج الذين أنعم الله عليهم، ولهذا قال) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) (: ٦) (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ) (الفاتحة: ٦/٧) .

الآية الرابعة التي ذكرها المؤلف- رحمه الله تعالي- في باب المراقبة: قوله تعالي: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر: ١٤) ، وهذه الآية ختم الله بها ما ذكره من عقوبة عاد (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ) (الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ) (وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ) (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ) ١٠) (الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ) (فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ) (فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ) (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (الفجر: ٧-١٤) ، فبين، عز وجل- أنه بالمرصاد لكل طاغية، وأن كل طاغية فإن الله تعالي يقصم ظهره ويبيده ولا يبقي له باقية.

فعاد إرم ذات العماد، ذات البيوت العظيمة المبنية على العمد القوية، أعطاهم الله شديدة النبي صلي الله عليه وسلم فاستكبروا في الأرض وقالوا: من اشد منا قوة؟ ! فقال الله عز وجل:) ? أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّة) (فصلت: من الآية١٥) ، فبين الله - عز وجل- أنه هو اشد منهم قوة، واستدل لذلك بدليل عقلي، وهو أن الله هو الذي خلقهم، ولهذا قال:) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ) (فصلت: من الآية١٥) ؛ ولم يقل: ((أو لم يروا أن الله هو اشد منهم قوة)) قال (الَّذِي خَلَقَهُمْ) ؛ لنه من المعلوم بالعقل علما ضروريا أن الخالق اقوي من المخلوق، فالذي خلقهم هو اشد منهم قوة:) وَكَانُوا بِآياتِنَا

<<  <  ج: ص:  >  >>