يقيمون الصلاة: يأتون بها مستقيمة بواجباتها وشروطها وأركانها، ويكملونها بمكملاتها، ومن ذلك إن يصلوها في أوقاتها، ومن ذلك إن يصلوها مع المسلمين في مساجدهم، لان صلاة الجماعة كان لا يختلف عنها إلا منافق أو معذور، قال ابن مسعود رصي الله عنه:((لقد رايتنا_ يعني مع الرسول عليه الصلاة والسلام_ وما يختلف عنها_ أي عن الصلاة_ إلا منافق معلوم النفاق أو مريض، ولقد كان الرجل يؤتي به يهادي بين الرجلين، يعني مريض ويحمله رجلان اثنان، حتى يقام في الصف)) لا يثنيهم عن الحضور إلى المساجد حتى المرض رضي الله عنهم. أما كثير من الناس اليوم، فانهم علي العكس من ذلك، فتراهم يتكاسلون ويتأخرون عن صلاة الجماعة. ولهذا لو قارنت بين الصلوات النهارية وصلاة الفجر، لرأيت فرقا بينا، لان الناس يلحقهم الكسل في صلاة الفجر من نوم، ولا يهتمون بها كثيرا. (وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ)(البقرة: من الآية٣) أي: ينفقون أموالهم في مرضاة الله، وحسب أوامر الله، وفي المحل المناسب. (أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً)(لأنفال: من الآية٧٤) حقا: توكيد
للجملة التي قبلها، أي: أحق ذلك حقا. (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ)(الأنفال: من الآية٧٤) نسأل الله إن يجعلنا وإياكم منهم بمنه وكرمه،