عمه قالوا: يا رسول الله، إنه يشتكي عينيه، يعني عنده وجع في عينيه، فدعا به، فجاء، فبصق في عينيه؛ فبرأ كأن لم يكن به وجع في الحال، والله على كل شيء قدير، ثم أعطاه الراية، وقال له:(امش ولا تلتفت حتى يفتح الله) .
ففعل ـ رضي الله عنه ـ فلما مشى قليلاً وقف، ولكنه لم يلتفت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لا تلتفت، فصرخ بأعلى صوته: يا رسول الله، على ماذا أقاتلهم؟ بدون التفات؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا تلتفت؛ قال:(قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله) ؛ هذه الكلمة كلمة عظيمة، ولو وزنت بها السماوات والأرض لرجعت بالسماوات والأرض، هذه الكلمة يدخل بها الإنسان من الكفر الإسلام، فهي باب الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، (فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) يعني إذا قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، فإنهم لا يقاتلون، منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، أي بحق لا إله إلا الله؛ أي بالحقوق التابعة لها؛ لأن لا إله إلا الله ليست مجرد لفظ يقوله الإنسان بلسانه، بل لها شروط ولها أمور لابد أن تتم، ولهذا قيل لبعض السلف: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مفتاح الجنة لا إله إلا الله) ؟ فقال نعم، مفتاح الجنة لا إله إلا الله، لكن لابد من عمل؛ لأن المفتاح يحتاج إلى أسنان، وقد صدق رحمه الله: المفتاح يحتاج إلى
أسنان، لو جئت بمفتاح بدون أسنان ما فتح لك.
إذن: قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إلا بحقها) يشمل كل شيء