للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفائدة الثانية: أن الله يحط بها خطيئة، وهذا فضل عظيم. حتى يدخل المسجد؛ فإذا دخل المسجد فصلي ما كتب له، ثم جلس ينتظر الصلاة؛ ((فإنه في صلاة ما انتظر الصلاة)) ؛ وهذه أيضاً نعمة عظيمة؛ لو بقيت منتظراً للصلاة مدة طويلة، وأنت جالس لا تصلي، بعد أن صليت تحية المسجد، وما شاء الله - فإنه يحسب لك أجر الصلاة.

وهناك أيضاً شيء رابع: أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مجلسه الذي صلي فيه، تقول (٠ اللهم صل عليه، اللهم أغفر له، اللهم ارحمه، اللهم تب عليه)) وهذا أيضاً فضل عظيم لمن حضر بهذه النية وبهذه الأفعال.

والشاهد من هذا الحديث قوله: ((ثم خرج من بيته إلي المسجد لا يخرجه إلا الصلاة)) فإنه يدل على اعتبار النية في حصول هذا الأجر العظيم.

أما لو خرج من بيته لا يريد الصلاة، فإنه لا يكتب له هذا الأجر؛ مثل أن يخرج من بيته إلي دكانه؛ ولما أذن ذهب صلي؛ فإنه لا يحصل علي هذا الأجر؛ لأن الأجر إنما يحصل لمن خرج من البيت لا يخرجه إلا الصلاة.

لكن ربما يكتب له الأجر من حين أن ينطلق من دكانه، أو من مكان بيعه وشرائه إلي أن يصل إلي المسجد؛ ما دام انطلق من هذا المكان وهو على طهارة. والله الموفق.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>