حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله أنزل قوله: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) وأن أحب مالي إلى بيرحاء، وبيرحاء بستان نظيف قريب من مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتني إليه، ويشرب من ماء فيه طيب عذب، وهذا يكون غالباًً عند صاحبه، فقال أبو طلحة: وإن أحب مالي إلي بيرحاء، وإني أجعلها صدقة لله ورسوله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(بخ. بخ) . يعني يتعجب ويقول:(مال رابح، مال رابح) ثم قال: (أرى أن تجعلها في الأقربين) ، فقسمها أبو طلحة في قرابته، والشاهد أن الصحابة يتبادرون الخيرات.
ثم سأله أبو ذر: إن لم يجد، يعني رقبة بهذا المعني، أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمناً؟ قال:(تعين صانعاً أو تصنع لأخرق) ، يعني: تصنع لإنسان معروفاً، أو تعين أخرق، ما يعرف، فتساعده وتعينه، فهذا أيضاً صدقة ومن الأعمال الصالحة.
قال: فإن لم أفعل؟ قال:(تكف شرك عن الناس؛ فإنها صدقة منك على نفسك) وهذا أدنى ما يكون؛ أن يكف الإنسان شره عن غيره، فيسلم الناس منه، والله الموفق.