للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول: والله لنمنعهن.

ثم هجره حتى مات، لم يكلمه، فدل هذا على عظم تعظيم السلف الصالح لأتباع السنة.

فهذا عبد الله بن مغفل أقسم أن لا يكلم قريبه؛ لأنه حذف، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف، وهكذا يجب على كل مؤمن أن يعظم سنة النبي عليه الصلاة والسلام.

ولكن إذا قال قائل: هل مثل الأمر يوجب الهجر وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هجر المؤمن فوق ثلاث؟ .

فالجواب عن هذا: أن هذين الصحابيين ـ وأمثالهما ممن فعل مثل فعلهما ـ فعلا ذلك من باب التعزير، ورأيا في هذا تعزير لهذين الرجلين، وإلا فالأصل أن المؤمن إذا فعل ذنباً وتاب منه، فإنه يغفر له ما سلف، حتى الكفار إذا تابوا غفر الله لهم ما سبق.

قال الله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) (الأنفال: من الآية٣٨) كل ما مضى.

ولكن نظراً لأن هذين الصحابيين رضي الله عنهما، أرادا أن يعزرا من خالف أمر النبي عليه الصلاة والسلام، إما بقوله وما بفعله، ولو عن اجتهاد لأن بلال بن عبد الله بن عمر، إنما قال ذلك عن اجتهادٍ، لكن لا

<<  <  ج: ص:  >  >>