في النسب، بل إن الأخوة في النسب مع عدم الدين ليست بشيء، ولهذا قال الله - عزّ وجلّ - لنوح لما قال:(إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ) قال تعالى: (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ)(هود: ٤٥، ٤٦) .
أما المؤمنون فإنهم وإن تباعدت أقطارهم وتباينت لغاتهم، فإنهم إخوة مهما كان، والأخ لابد أن يكون ناصحاً لأخيه، مبدياً له الخير، مبيناً ذلك له، داعياً له.
أما الآية الثانية: فهي قول نوح، وهو أول الرسل، يقول لقومه حين دعاهم إلى الله تعالى (وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(لأعراف: ٦٢) ، يعني لست بغاش لكم، ولا خادع، ولا غادر، ولكني ناصح.
أما الآية الثالثة: فقول الله تعالى عن هود: (وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ)(لأعراف: ٦٨) .
وعلى كل حال يجب على المرء أن يكون لإخوانه ناصحاً مبدياً لهم الخير، داعياً لهم إليه، حتى يحقق بذلك الأخوة الإيمانية، والله الموفق.
وأما الأحاديث: ١٨١- فالأول عن أبي رقية تميم بن أوسٍ الدارس- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" الدين النصيحةُ" قلنا: لمن؟ قال:" لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم" رواه مسلم.