للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بخلافه كعلماء السوء، ومنها أنه سبحانه قال: (وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا) (١٤٥) فأخبر سبحانه أن الرفعة عنده ليست بمجرد العلم (فإن هذا كان من العلماء) (١٤٦) وإنما هي باتباع الحق إيثاره وقصد مرضاة الله تعالى فان هذا كان من أعلم أهل زمانه ولم يرفعه الله بعلمه ولم ينفعه به فتعوذ بالله من علم لا ينفع، وأخبر سبحانه أنه هو الذي يرفع عبده إذا شاء بما آتاه الله من العلم وإن لم يرفعه الله فهو موضوع لا يرفع أحد به رأسا فإن الخافض الرافع الله سبحانه خفضه ولم يرفعه، والمعنى: ولو شئنا فضلناه وشرفناه ورفعنا قدره ومنزلته بالآيات التي آتيناه، قال ابن عباس رضي الله عنهما (١٤٧) : (ولو شئنا لرفعناه بعلمه بها) وقالت طائفة (١٤٨) : الضمير في قوله (لَرَفَعْنَاهُ) عائد على الكفر، والمعنى، ولو شئنا لرفعناه عن الكفر بما معه من آياتنا، قال مجاهد وعطاء (١٤٩) : (لرفعنا عنه الكفر بالإيمان وعصمناه) وهذا المعنى حق والأول مراد الآية، وهذا من لوازم المراد وقد تقدم أن السلف كثيرا ما ينبهون على لازم معنى الآية فيظن الظان أن ذلك هو المراد منها، وقوله: (وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ) ، قال سعيد بن جبير (١٥٠) : ركن إلى الأرض.

وقال مجاهد (١٥١) : سكن، وقال مقاتل (١٥٢) رضي بالدنيا، وقال


(١٤٥) الاعراف: ١٧٦ وانظر الكشاف ٣ / ١١٥.
(١٤٦) زيادة في م، ع.
(١٤٧) انظر تفسير الطبري ٩ / ١٢٧ والبغوى ٢ / ٣١٥.
(١٣٨) انظر زاد المسير ٣ / ١٩٠ والفخر الرازي ١٥ / ٥٥ وروح المعاني ٣ / ١٦٣.
(١٤٩) مجاهد بن جبير المكى ٢١ - ١٠٣ هـ من أبرز التابعين قال عنه الامام الثوري (إذا جاءك التفسير من مجاهد فحسبك) انظر البغوي والخازن ٢ / ٣١٥ (قال مجاهد وعطاء) .
(١٥٠) سعيد بن حبير بن هشام الاسدي الوالى توفى سنة ٩٥ هـ انظر القرطبى ٧ / ٣٢١ والطبري ٩ / ١٢٧.
(١٥١) القرطبى ٧ / ٣٢٢ والطبري ٩ / ١٢٧.
(١٥٢) هو ابن سليمان البلخى انظر البرهان للزركشي ٢ / ١٥٨ وغرائب القرآن ٩ / ٨٥.
(*)

<<  <   >  >>