قال:(قال السدي وقتادة وغيرهما: الآية الأولى في النساء المحصنات، يريد ويدخل معهم من أحصن من الرجال بالمعنى والآية الثانية هي في الرجل والمرأة البكرين، ومعنى هذا القول تام إلا أن لفظ الآية يقلق عنه). اهـ.
فانظر كيف وصف القول بالتمام ثم استدرك ذلك لأن لفظ الآية يقلق عنه، أي لا يناسبه فكيف تفسر الآية به؟.
ثالثاً: ابن كثير فإنه لما ذكر حوار رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مع الأنصار وفيه:(يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم اللَّه بي)؟ قالوا: بلى يا رسول اللَّه، فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: (ألم تكونوا ضلالاً فهداكم اللَّه بي؟) قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال:(أفلا تجيبوني؟) قالوا: ما نقول يا رسول اللَّه؟ قال: ألا تقولون: (ألم يخرجك قومك فآويناك، أو لم يكذبوك فصدقناك، أوَلم يخذلوك فنصرناك) قال: فما زال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول حتى جثوا على الركب وقالوا: أموالنا في أيدينا للَّه ولرسوله قال: فنزلت: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى).
قال:(وليس يظهر بين هذه الآية وهذا السياق مناسبة واللَّه أعلم).
رابعاً: الحافظ ابن حجر فإنه لما شرح حديث تميم الداري وعديِّ بن بداء في قصتهما مع السهمي الذي مات بأرض ليس بها مسلم، ونزول قوله تعالى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ).
قال:(وخص جماعة القبول باهل الكتاب، وبالوصية، وبفقد المسلم حينئذ منهم ابن عبَّاسٍ، وأبو موسى الأشعري وغيرهم، وهؤلاء أخذوا بظاهر الآية. وقوَّى ذلك عندهم حديث الباب فإن سياقه مطابق لظاهر الآية). اهـ باختصار يسير.
خامساً: الشوكاني فإنه لما ذكر المستضعفين في قوله تعالى: (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا ... ).
- قال: (والمراد بالمستضعفين هنا من كان بمكة من المؤمنين تحت إذلال