للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأصْبر عن أحْبَابِ قَلْبٍ ترحّلوا ... ألا إنّ قَلْبي سائرُ غير صابرِ

ولما رجع إلى قُرطبة وجلس ليرى ما احتقبه من العلوم، اجتمع إليه في المجلس خلق عظيم، فلمّا رأى تلك الكثرة، وما له عندهم من الأثرة، قال:

إنّي إذا حَضَرَتْني ألف مَحْبَرةٍ ... يَكْتُبنَ حدّثني طوراً وأخْبَرَني

نادت بعِقْوَتي الأقْلامُ مُعْلِنَةً ... هذي المفاخِرُ لا قَعْبَان من لَبَنِ

وكتب إلى ذي الوزارتين الكاتب أبي الوليد بن زيدون:

أبا الوليد وما شطَّتْ بِنَا الدَّارُ ... وقلَّ مِنَّا ومِنْكَ اليوم زوّارُ

وبيننا كُلُّ ما تدريهِ من ذِمَمٍ ... وللصِّبا وَرَقٌ خُضْرٌ وأنوارُ

وكُلُّ عَتْبٍ وأعْتَابٍ جَرَى فَلَهُ ... بدائع حُلْوَةٌ عِنْدي وآثَارُ

فاذكر أخاك بخير كُلّما لَعِبَتْ ... به اللّيالي فإنّ الدَّهرَ دوّارُ

<<  <   >  >>