فاضلٌ ورِع، مبرّز في النّسّاك والزُّهَّاد، دائم الأرق في التَّخشُّع والسُّهاد، مع التحقق بالعلم والتميّز بفضله، والتحيّز إلى فئة الورع وأهله، وله تصانيف في الزُّهد والتّصوّف، منها كتاب المنقطعين إلى الله وكتاب المجتهدين وأشعار في هذا المعنى، منها قوله:
فَرَرْتُ إليكَ من ظُلْمي لِنَفْسي ... وَأوْحَشَني العِبَاد وأَنْتَ أُنْسي
قصدت إليك مُنقَطِعاً غَرِيبَا ... لِتُؤْنِسَ وَحْدتي في قَعْر رَمْسي
ولِلْعُظْمَى من الحاجات عِنْدي ... قَصَدْتُ وأَنْتَ تَعْلَمُ سِرَّ نَفْسي
ولما أراد المستنصر بالله غزو الروم سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة تقدّم إلى والده أبي محمد بالكَون في