للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معرفة المفروض والمسنون، وأما الأدب فلم يُجاره في ميدانه أحد، ولم يَستولِ على إحسانه فيه حصر ولا حدّ، وجدُّه أبو الحجَّاج الأعلم، هو خلَّد منه ما خلَّد، ومنه تقلّد ما تقلّد، وقد أثبتُّ لأبي الفضل هذا ما يسقيك ماء الإحسان زُلالا، ويُريك سِحَر البيان حلالا، فمن ذلك ما كتب به إليَّ وقد مررت على شَنتمرِيَّة بعدما رحل عنّا وانتقل، واعتقل من نَوانا وبيننا ما اعتقل، فشنتمريّة هذه داره، وبها كَمُل هِلاله وابداره، وبها تستُقضِي، وشيم مضاؤه وانتُضي، فالتقينا بها على ظَهر، وتعاطينا ذكر ذلك الدَّهر، فجدّدتُ من شوقه، ما كان قد شبّ عن طوقه فرامني على الإقامة، وسَامني على ذلك بكل كرامة فأبيتُ إلاّ النَّوى، وانثنيتُ عن الثوا بذلك المثوى، فودّعني ودفع إليّ تلك القِطعَة حين شيّعني:

شرَايَ أطْلَعتِ السُّعُودُ على ... آفاق أنسي بَدْرَها كَمَلا

وكَسَا أديمَ الأرض منه سناً ... فكست بسائطها له حُلَلا

<<  <   >  >>