للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعشيَّةٍ كالسَّيْفِ إلاّ حَدّهُ ... بَسَطَ الرّبيعُ بِهَا لِنَعْلي خَدَّهُ

عاطيتُ كَاسَ الأُنْس فِيهَا واحِداً ... ما ضرّه أنْ كان جَمْعَاً وَحْدَهُ

وتنزّه يوماً بحديقة من حدائق الحضرة، قد اطّرد نَهرُها، وتوقّد زَهرُها، والريح يسقطه فيظم بلبّة الماء، ويتبسّم به فتختاله كصفحة خُضْرة السّماء فقال:

انظر إلى الأزْهَارِ كيفَ تَطَلَّعت ... بِسَمَاوةِ الرّوض المَجُودِ نُجُومَا

وتساقطت فكأنَّ مُسْتَرِقَاً دَنَا ... للسَّمْع فانقضَّتْ عليه رُجُومَا

وإلى مسيل الماء قد رَقَمتْ به ... صَنَعُ الرّياحِ من الحُبَابِ رُقُومَا

تَرْمي الرياحُ لها نَثِيراً زَهْرَهُ ... فتمدُّه في شاطئيه رَقِيمَا

وله يصف قلم يراعة، وبرع في صفته أعظم براعة:

ومُهَفْهَفٍ ذَلِقٍ صَليبِ المَكْسَرِ ... سَبَبٌ لَنيلِ المَطْلبِ المُتَعَذِّر

مُتَألَّقٌ تُنْبِيكَ صُفْرَةُ لَونِهِ ... بقديمِ صُحْبَتِهِ لآلِ الأصْفَرِ

ما ضَرَّهُ إنْ كانَ كَعْبُ يراعةٍ ... وَبِحُكْمِهِ اطّرَدَتْ كعوبُ السَّمْهَري

<<  <   >  >>