الغُلُوَّ، وتعدَّى الحقَّ المَجلُوَّ، فمجَّتهُ الأنفس، وأزعجته الأندلس، فخرج على غير اختيار، وما عرج على هذه الديار إلى أن وصل الزّاب واتصل بجعفر بن الأندلسيّة مَأوى تلك الجنسيّة فناهيك من سَعد ورد عليه فكرع ومن باب ولج فيه وما قَرع، فاسترجع عنده شبابه، وانتجع وَبله وربابه، وتلقّاه بتأهيل ورُحب، وسقاه صوب تلك السُّحب، وأفرَط في مدحه له في الغُلوَّ وزاد، وفَرَّغ عنده تلك المزاد، ولم يتورَّع، ولا ثناه ذو وَرع، وعلى هذه الهِنَة فله بدائع يُتحيَّرُ فيها ويُحار ويُخال لرقَّتِها أنها أسحار، فإنه اعتمد التهذيب والتحرير، وأتَّبع فيها الفَرزْدق مع جرير،
وأمّا تشبيهاته فخرق فيها المُعتاد، وما شاء منها اقتاد، وقد أثبتّ له ما تحنّ له الأسماعُ، ولا تتمكّن منه الأطماع، فمن ذلك قوله: