للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو صُمَادح فلم يَرِم مثواهُما، ولم ينتجِع سِواهُما، واقتصر على المريَّة، واختصر قطع المهامه وخوض البريّة، فعَكف فيها ينثر دُررَه في ذلك المنتدى، ويرتشف أبداً ثُغُور ذلك النَّدى، مع تميزه بالعلم، وتحيّزه إلى فئة الوَقار والحِلم وانتمائه إلى أية سَلف، ومذهبه مذاهب أهل الشَّرف، وكان له لسن، ورُواء (حسن)، يشهدان له بالنباهة، ويقلدان كاهله ما شاء من الوجاهة، وقد أثبتُّ له بعض ما قذفه من دُررِه، وفاه به من محاسن غُررِه، فمن ذلك قوله:

إلى الموتِ رَجْعي بعد حين فإنْ أمُت ... فقد خُلِّدَتْ خُلْدَ الزمانِ مناقبي

وذكريَ في الآفاقِ طارَ كأنَّهُ ... بكلّ لسانٍ طيبُ عذراَء كَاعِبِ

ففي أيّ عِلْمٍ لمْ تبرَز سَوَابقي ... وفي أيّ فَنٍّ لم تُبرِّز كتائبي

وحضر مجلس المُعتصِم بحضور ابن اللَّبَّانة، فأنشد فيه

<<  <   >  >>