وله غيه وقد طرزت غلالة خدّه، وركب من عارضه سنان على صَعدَة قدّه:
إذا كنتَ تَهْوَى خَدَّه وهو رَوضَةٌ ... به الورد غَضٌّ والأقاح مُفَلَّجُ
فَزِدْ كَلفَاً فيه وفَرْطَ صَبَابَةٍ ... فقد زِيدَ فيه من عِذَارٍ بَنَفْسَجُ
وخرج من بَلنسِية إلى منية الوزير الأجلّ أبي بكر بن عبد العزيز، وهي من أبدع منازل الدنيا وقد مدّت عليها أدواحها الأفيا، وأهدت إليها أزهارها العَرف والرّيا، والنهر قد غَصَّ بمائه، والروض قد خصَّ بِمثل أنجُم سَمائِه وكانت لبني عبد العزيز فيها أطراب، تهيّأ لهم فيها من الأيام آراب، فلبسوا فيها الأُنس حتى أبلوه،
ونشروا فيها السّرور وطووه، أيام كانوا بذلك الأفق طلوعاً، لم تضمَّ عليهم النوائب ضلوعاً، فقعد أبو عبد الله مع لُمَّة من الأدباء، تحت دوحة من أدواحها، فهّبت ريح أنس من أرواحها، سطت بأعصارها، وأسقطت لؤلؤها على باسم أزهارها، فقال: