السِّنات، وشبّ عن ذلك الطّوق، واقتصر على الحنين والشوق وقنع بأدنى تحيّة، وما يستشعره بوصف تلك العِهَاد من أريحيَّة، فقال:
ألا خَلّياني والأسَى والقَوافِيَا ... اردّدها شجوي وأُجْهِشُ باكِيَا
أآمن شَخْصاً للمسرّةِ باديا ... وأنْدبُ رَسْماً للشبيبةِ بالِيَا
تولّى الصّبا إلاّ توالي فكرةٍ ... قدحتُ بها زَنْدَاً وما زلتُ وارِيَا
وقد بانَ حُلوُ العيش إلاّ تَعِلَّةً ... تُحَدّثُني عنها الأمانيُّ خالِيَا
ويا بَرْدَ هذا الماءِ هلَّ منك قَطْرَةٌ ... تهلُّ فَيُسْتَسْقَى غمامُكَ صادِيَا
وهيهاتَ حالت دون حُزْوَى وأهْلِها ... لياليٍ وأيّامٌ تُخَالُ لَيالِيَا
فَقُلْ في كبيرٍ عادَهُ صائد الظّبا ... إليهُنَّ مُهْتَاجَاً وقد كان سَالِيَا
فيا راكباً يستعملُ الخطو قاصِدَاً ... إلا عُجْ بِشُقْرِ رائحاً أو مُغَادِيَا
وَقِفْ حيثُ سال النَّهْرُ يَنْسَابُ أرْقُمَا ... وهبّ نسيمُ الأيكِ يَنْفُثُ رَاقِيَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute