للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحلّ مِنية صِهره الوزير أبي مروان بن الدّبّ بعُدوة إشبيلية المُطلَّة على النهر، المشتملة على بدائع الزّهر، وهو مُعرِس ببنته، فأقام فيها أياماً متأنِّساً، ولِجَذوة السرور مُقتبسَاً، فأولاه من التحف، وأهدى إليه من الطُّرف، ما غمر كَثرة، وبهر نَفَاسة وأثرة، فلما ارتحل، وقد اكتحل من حسن ذلك الموضع بما اكتحل، كتب إليه:

قُلْ للوزير وأينَ الشُّكرِ من مِنَنٍ ... جاءت على سَنَنٍ تَترَى وتتَّصِلُ

غِشيت مَغْناك والرّوضُ الأنيق بهِ ... يَندَى وصوب الحَيا يَهْمي وَيَنْهَمِلُ

وجال طَرفي في أرجَائِهِ مَرَحَاً ... وفْقَ اختِيَاري يَستعْلي ويَستَفِلُ

يدعو بِلَفتتِهِ حيثُ ارتَمى زَهَرٌ ... عليه من مُنثَني أفَنَانِهِ كِلَلُ

محلُّ أنسٍ نَعِمنَا فيه آوِنَةً ... من الزَّمانِ وواتانا به الأمَلُ

وحلّ بعد ذلك متنزّهاً بها على عادته، فاحتفل في موالاة ذلك البرّ وإعادته، فلما رحل كتب إليه:

<<  <   >  >>