وحلّ مِنية صِهره الوزير أبي مروان بن الدّبّ بعُدوة إشبيلية المُطلَّة على النهر، المشتملة على بدائع الزّهر، وهو مُعرِس ببنته، فأقام فيها أياماً متأنِّساً، ولِجَذوة السرور مُقتبسَاً، فأولاه من التحف، وأهدى إليه من الطُّرف، ما غمر كَثرة، وبهر نَفَاسة وأثرة، فلما ارتحل، وقد اكتحل من حسن ذلك الموضع بما اكتحل، كتب إليه:
قُلْ للوزير وأينَ الشُّكرِ من مِنَنٍ ... جاءت على سَنَنٍ تَترَى وتتَّصِلُ